ميــــسي يتمـــرد … وبرشلونة الخاسر الأكبر
تتسارع الأحداث في بيت برشلونة الإسباني، فبعد الأداء المخيب في الليجا وإقالة فالفيردي على خلفية ذلك، هاجم المدير الرياضي للفريق الإسباني إريك أبيدال نجوم برشلونة وإتهمهم بالتخاذل ولمح إلى وجود مؤامرة أحيكت ضد فالفيردي من أجل الدفع بمسؤولي البارصا لإقالته وتغيره بـ “كيكي“.
وهو ما أجبر نجم الفريق ليونيل ميسي عن الرد، حيث هاجم إدارة النادي بشكل مفاجئ، ومباشر دون مقدمات، مساء الثلاثاء الماضي، وأمرها بذكر الأسماء وعدم إلقاء اللوم على الجميع، وهو ما فتح باب التأويلات حول تفاقم الأزمة وإمكانية رحيل الأرجنتيني عن الفريق، نهاية الموسم الجاري.
مـــيسي يـــغادر برشــــلونة؟
أشارت تقارير صحافية إلى أن ميسي غاضب من الأحداث الأخيرة في النادي الكتالوني، وقد يغادر أسوار “كامب نو” في نهاية الموسم، بسبب تصريحات أبيدال، وفي ظل الخلاف المحتدم بين الأسطورتين، إنتهزت العديد من الأندية الأوروبية الفرصة وباشرت تحركاتها للظفر بخدمات البرغوث في مقدمتها مانشيستر سيتي وقطبي إيطاليا الروسونيري والبيانكونيري.
ففي وقت سابق كان توقيع اللاعب مع فريق آخر أمر مستبعد ومستحيل، حيث كان هناك شرطا جزائيا في العقد تبلغ قيمته 700 مليون يورو من أجل فسخ عقده مع برشلونة، لكن في ظل إقتراب موعد نهاية عقده وتماطل إدارة برشلونة في التفاوض على التجديد وظهور مشاكل في النادي، قد يفكر إبن روزاريو في المغادرة جديا، خاصة وأنه يحوز على عروض من أندية قوية، تضمن له ألقاب أخرى وراتب صافي يفوق حتى 50 مليون يورو.
كيف تكـون برشــلونة دون ميــسي؟
تساءلت الجماهير وعدة منابر إعلامية في مقدمتها “ماركا” و “سبورت” أمس، عن الحالة التي سيكون عليها الفريق في حالة ما قرر ليونيل ميسي مغادرة الكامب نو، وذلك بعدما إقتنع الجميع أن الأخير هو منقذ برشلونة الأول، وأنه صاحب الفضل الأكبر في تحقيق ناديه للكثير من الألقاب.
وهو نفس الأمر الذي توصلت له مراكز الإحصاء الرياضي في وقت سابق، حيث أجمعت النتائج الى دعم قصة «فريق ميسي» وأثبتت أن البلوجرانا لم يكن هو نفسه دون نجمه الأول، ذلك لأن برشلونة وفق النتائج، يفشل في الفوز بالمباريات التي يغيب عنها ميسي، وأنه أكثر لاعب ينقذ فريقه في اللحظات الحرجة، ويجنبه السقوط وفقدان النقاط، سواء بتسجيل التعادل أو التوقيع على هدف الفوز في الدقائق الأخيرة، وأكدت ذات الإحصائيات أنه الوحيد الذي يتأثر فريقه بغيابه، وأنه مفتاح اللعب.
فعلى الرغم من تواجد العديد من النجوم في صفوف الفريق الكتالوني والتعاقد مع عدد من اللاعبين خلال سوق الانتقالات الصيفية الماضية، أمثال غريزمان، إلا أن تأثير ميسي يعد هو الأبرز حتى الآن، وبفارق كبير عن أي لاعب آخر، لذلك برشلونة سيكون الخاسر الأكبر في حال خسارة منقذه، باعتباره المحرك الأساسي للفريق وهو من قاده لتحقيق العديد من الإنجازات طيلة مشواره سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، فالجميع يعي ويتفق على أن أهدافه وتمريراته الحاسمة تعد السبب الرئيسي في إنتصارات برشلونة وإعتلاءها منصات التتويج.
هل يستطيع ميسي تغير النادي والعيش بعيدا عن الكامب نو؟
المعروف لدى متابعي الشأن الرياضي العالمي وعشاق البلوغرانا، أن علاقة ميسي ببرشلونة ليست علاقة لاعب محترف في نادي رياضي يقوم بنشاط حركي داخل الميدان يتلقى عليه مقابل مادي وتنتهى مهمته عند إنتهاء العقد.
فميسي وجوده في برشلونة أكبر من مجرد رياضي ويظهر ذلك جليا في العلاقة بين ميسي والإدارة، وميسي والجمهور، لذلك مهما توترت العلاقة بين النجم ومسؤولي الفريق، هناك حلول لأنها علاقة قوية كانت مبنية على الاحترام المتبادل، فهو قائد الفريق ومهندسه ولديه كامل الصلاحيات في القيام بأي شيء، والإدارة مهما كانت سيئة فهي تحترم نجمها الأول وتفعل المستحيل لإرضائه، كما أن علاقة ميسي بالجمهور أكثر من رائعة، فلم يكن يوما محل نقد أو لوم من قبل الجماهير، ودائما تكون سندا له وتعتبره معشوقها الأول والأسطورة التي لن يكررها الزمن.
هذا الحب المتبادل بين الطرفين يرجع لكون ميسي تربطه علاقة قوية بألوان النادي الذي تبناه منذ الصغر، وله الفضل في علاجه لما كان مريضا، مما يجعله يشعر بأنه مدين لبرشلونة، لذلك من الأرجح لن يتخلى ميسي بسهوله عن فريق القلب، لأنه نشأ في صفوف فئاته العمرية وكبر في لاماسيا، وقضى مسيرته كلها في إسبانيا، فلا يوجد بالنسبة له أفضل من ناديه الحالي، خاصة وأنه قائد الفريق ويتحكم في العديد من الأمور، وهو ما سترضخ له إدارة برشلونة، وتصالح على أثره نجمها مع إحتمالية التفريط في بعض العناصر التي تشكل إزعاجا لميسي مثل أبيدال وسواريز وغيرهم، مقابل الاحتفاظ بهدافها التاريخي.