خلطة بلماضي السحرية جعلت منه مدرسة كروية
لا يزال المنتخب الوطني يصنع الحدث ويتصدر عناوين الصحف، بعد الملحمة الكروية التي قادها محاربو الصحراء في مصر وتتويجههم باللقب القاري الأغلى واستعادة المجد الضائع عن خزينة الفاف لمدة قاربت 30 سنة…، ومع تألق الأفناك بقيادة المدرب جمال بلماضي، صار الاخير محل إجماع وإشادة من طرف الجماهير الجزائرية التي رأت فيه المنقذ الذي أخرج الفريق من نفق النتائج السلبية منذ مغادرة البوسني حاليلوزيتش العارضة الفنية بعد مونديال مشرف 2014، وفشل ممن إلتحق بعده في استرجاع روح الخضر وإيجاد تركيبة ناجحة لبلد يزخر بالمواهب.
بلماضي المنقذ الذي أعاد “الخضر” إلى السكة الصحيحة
بعد النتائج الكارثية التي حققها الخضر في الفترة السابقة، وفشل ماجر في كسب التحدي، تبين للرأي العام الرياضي بأن الإتحاد الجزائري لكرة القدم، أخطأ في تعيين ألكاراز ثم ماجر على رأس العارضة الفنية، وإتفق الجميع على مقاطعة المنتخب أين حل ورتحل، وهو ما تداركه مسؤولي الفاف من خلال إقالة صاحب الكعب الذهبي، وانتداب مرشح الإجماع جمال بلماضي، الذي رفع التحدي وإستطاع إعادة المنتخب إلى السكة الصحيحة بعدما شهد تراجعا رهيبا من حيث النتائج والأداء.
الأخير لم يكتفي بتحقيق الفوز في كل لقاء يخوضه بل قضى على الكثير من التكتلات وبعث التنافس بين اللاعبين، ورد الإعتبار للاعب المحلى واتضح ذلك من خلال اعتماده على أصحاب التكوين الجزائري امثال بوداوي بونجاح وبلايلي…، فبفضل فلسفته في العمل ونضجه التكتيكي حقق الأهم وأصبح شخصية مثالية يقتدى بها في عالم التدريب والقيادة.
الوصفة السحرية لبلماضي وإنضمام المغربي “عبد السلام وادو” إلى طاقمه الفني!!!
أجمع المراقبون أن بصمة نجم مارسيليا السابق، ظهرت جليا في “كان” مصر، حيث ظهر المنتخب الوطني بوجه مغاير تماما على كافة الخطوط وهو ما نال على اثره بلماضي لقب أفضل مدرب في القارة السمراء حسب جوائز الكاف، كما اختير رابع أحسن مدرب في العالم لموسم 2019، حسب تصنيف الفيفا…،هذا التتويج والعرفان الدولي رفع من أسهمه وجعله مثال يحتذى به، وتجسد ذلك في التحاق صخرة دفاع أسود الأطلس “عبد السلام وادو” بالطاقم الفني للمحاربين خلال شهر مارس كمتربص، من أجل اتمام شهادته التدريبية “ويفا برو“، وذلك حسب ما جاء في موقع “الفاف” الرسمي.
لماذا اختار وادو الخــضر ؟ وهل نراه مساعدا دائم لبلماضي!!!
اختار عبد السلام وادو الخــضر دون غيرهم لم يكن وليد الصدفة، إنما مبني على خلفيات وقناعات، وتكمن القناعات في إعجاب المغربي بمسيرة الخضر بينما الخلفيات تظهر في الصداقة القوية التي تجمع الثنائي المذكور، حيث سبق وأن لعبا سويا في نادي فالونسيان الفرنسي في موسم 2008-2007، كما أشرف بلماضي على تدريب وادو، في نادي لخويا القطري في موسم 2011-2010، وهو مايعني أنهم ثنائي متقارب من حيث الأفكار والرؤى ويمكن أن نراهم مع بعض على العارضة الفنية للمنتخب الوطني في السنوات القادمة، لإيمان كل طرف بقدرات الأخر.
المنتخب الوطني مشروع مدرسة عالمية
موازاة مع إنتشار الأكاديميات الكروية في الجزائر وفشلها في إكتشاف المواهب وصقلها وإعدادها لتقمص ألوان الفرق المحترفة وإكتفاء المستثمرين بالربح السريع، وفي المقابل نجاح بلماضي وفلسفته المعتمدة في التسيير، قد تتولد الفكرة من جديد وهي إنشاء مدرسة كروية تضاهي نظيرتها الفرنسية والإيطالية، خاصة في ظل تسيد المنتخب القارة، وإيمان رئيس الإتحادية بالتكوين وتشجيع بلماضي على ذلك.
والأكيد أن قدوم وادو سيشكل دافعا لتطوير المشروع الكروي في البلاد، باعتبار أن الأخير سينقل التجربة الجزائرية إلى الخارج، كما أنه سيفتح الباب أمام الكثير لخوض نفس التجربة ويشجعهم على ذلك، مما يعنى إستفادتهم من المنتخب وكذا الترويج للمشروع الرياضي الجزائري، الذي سيعود بالفائدة على المنتخب وكذا المدربين والمسيرين واللاعبين الشباب.