روراوة خارج السباق الجمعية العامة و “السوسبانس” يخيم حول ترشح زطشي
مع اقتراب موعد انقضاء عهدته على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، يتساءل الجمهور الرياضي حول مصير زطشي، والشخصيات الأقرب لخلافته، وماهي الإضافة التي قدمها الأخير للكرة الجزائرية منذ توليه زمام الأمور….، كل هذا وأكثر سنحاول التطرق والإجابة عليه في مقالنا.
روراوة خارج السباق وزطشي يغرد وحيدا
انتخب خير الدين زطشي رئيسا جديدا “للفاف” في مارس 2017، خلفا لمحمد روراوة المنتهية ولايته، بعدما نال ثقة 64 صوتا من أعضاء الجمعية العامة، نظير 35 صوتا بـ(ضد) مع امتناع 4 مصوتين عن الإدلاء، زطشي وقتها نافس نفسه في الانتخابات بعدما رفضت اللجنة المشرفة آنذاك ملفات 8 مرشحين آخرين وسط فوضى عارمة نظير الإقصاء ورفض بعض الملفات المستوفاة لشروط.
إتهامات بالكولسـة و تواطؤ جهات مسؤولة
ورغم أنه لم يجد صعوبة في حسم الانتخابات لصالحه، واعتلاء مبنى دالي ابراهيم، إلا أن فوزه صاحبه الكثير الجدل القانوني نظير التدخل الواضح لقوى خارجية بأمر من رموز النظام السابق.
فبداية الشكوك حول شرعية انتخاب ابن برج بوعريريج كانت بسبب تأجيل الانتخابات ثم إعادة جدولتها في نفس التوقيت السابق دون سابق إنذار مع اعتراض الجميع، إلا أن هذه النقطة تم تجاوزها على أمل رؤية انتخابات حرة نزيهة، قبل أن ينصدم الحضور بغياب رئيس لجنة الانتخابات “الحاج باعمر” وتعويضه برئيس وفاق سطيف حسن حمار بصورة مفاجئة.
التجاوزات لم تتوقف عند هذا الحد بل تمادت إلى الجمعية العامة التي خالفت سابقاتها واخترقت قانون التصويت وغيرت نظامه من علني بواسطة رفع الأيدي إلى سري عن طريق الاقتراع، مع التضييق على رجال الإعلام ومنعهم من مزاولة نشاطهم وتغطية الأشغال.
ورغم خطورة هذه المعطيات إلا أنها لم تكن عائقا، واعترف بزطشي رئيسا شرعيا للفاف ومنحت له جميع الصلاحيات متحديا بذلك خصومه ومعارضيه مبررا ما حدث بأعداء النجاح وتصفية الحسابات، إلى أن جاء الحراك وأقلب الموازين وأظهر الحقائق، حيث سربت وثيقة سرية بعد عامين من تولي زطشي القيادة، تثبت التدخل غير القانوني لوزير الشباب والرياضة السابق “الهادي ولد علي” ورجل الأعمال المحبوس “علي حداد” في فرض زطشي كمرشح وحيد مع إجبار روراوة على مغادرة السباق، الأمر الذي دفع “باعمر” للانسحاب من المهزلة على اعتبار أن هذا الأمر تدخلا في صلاحياته.
ورغم استغلال الثنائي “ملال” و “زرواطي” للوثيقة من قبل وضغطهم على زطشي وتهديده بالمتابعة القضائية وارتباط اسمه بلقب “العصابة” إلا أن الأخير لايزال في منصبه متحكما في الأمور ويسير في المنظومة الكروية بل تعدى ذلك إلى إعداد مسودة تعديل القانون.
قــوانين جديدة وأطراف مستفيدة
تعمل الإدارة الحالية للاتحاد الكروي في البلاد تحت إشراف رئيسها على إجراء تعديل على محتوى القوانين المتعلقة بالجمعية العامة والانتخابات تمهيدا لسباق 2021، وذلك عن طريق اعداد مسودة تحدد القانون الأساسي والنظام الداخلي وإرسالها للوزارة الوصية من أجل المصادقة عليها قبل عقد الجمعية الاستثنائية.
ولكن حسب المتابعين وبعض المصادر المقربة من مالك نادي بارادو، فإن المعني يخلط بين الأمور الشخصية والمصلحة العامة، كونه وضع شروطا يعتزم من خلالها تحديد السن القانوني للمترشح و منع أي شخص تجاوز الـ 70 من خلافته، بالإضافة إلى عدم السماح لمن سبق وأن تواجدوا في كرسي الرئاسة من الترشح مستقبلا، وهذه بمثابة قطع الطريق أمام الرئيس السابق محمد روراوة (72سنة) في العودة، وهو الذي لا يملك نية أصلا في تقلد المنصب بعد حصوله على مناصب أعلى (النائب الأول لرئيس الاتحاد العربي، رئيس اللجنة المنظمة للبطولات العربية…..).
عهدة عنوانها…صراعات استقالات واعتراضات
وبعد الزوبعة التي صاحبت فوزه والتشكيك في نزاهته وجدارته لم يتمكن زطشي لحد الساعة من تحقيق الإجماع وكسب التأييد، فلطالما كان عرضة للنقد والتهجم نظير قراراته من قبل رؤساء الأندية والنقاد وكذا الجماهير، كل هذا كان نتيجة ارتكابه جملة من الأخطاء ودخوله صراعات متعددة الجبهات سواء مع الوجوه الرياضية الجزائرية امثال قرباج، قاسمي روراوة…والكثير، أو على مستوى الاتحادات العربية والقارية ولعل أخرها ما حدث قبل اسبوع، بعدما تهجمت عليه الجامعة التونسية لكرة القدم في بيان رسمي واصفة تصرفه بالعار والمخزي، بعد الشكوى التي تقدم بها زطشي للفيفا معترضا فيها على انتقال لاعبي البطولة إلى الجارة تونس بحجة استنزاف النوادي التونسية للمواهب الجزائرية.
خرجات زطشي غير المسؤولة وطريقة تعامله مع الأندية وسياسة الكيل بمكيالين أحدثت قطيعة بينه وبين القيادة ووضعت وجوده على المحك، خاصة بعد رحيل الهادي ولد علي وهو الذي كان سندا قويا للفاف ورئيسها ودافع عليه مرارا وتكرارا ووفر له كل الحماية طيلة فترة إشرافه.
“السوسبانس” يخيم حول ترشح زطشي لولاية ثانية
جدد مالك أكاديمية بارادو في تصريح خص به الإذاعة الوطنية رفضه الترشح لعهدة ثانية على رأس الهيئة الفيدرالية وقال المسؤول الأول عن الفاف: ” مازلت متمسكا بقراري الأول، وهو عدم الترشح لعهدة ثانية وأطمئن الجميع بأنني سأستمر في العمل بنفس الإرادة لصالح كرة القدم الوطنية”.
ولكن يبدو أن هذا التصريح مجرد مناورة لخلط الأوراق وجس نبض الشارع الرياضي، خاصة في ظل الانتقادات التي تعرض لها بعد حادثة التسجيل الصوتي والضغط الذي بات يعيشه.
فبعض المؤشرات توحي أن زطشي يستحيل أن يفرط في منصبه بسهولة، لأن الكرسي يخدم مصالحه الشخصية، لذلك سيحاول الفوز بولاية جديدة يكمل فيها مشروعه الذي عرضه ولم يرى النور، ولعل ابسط دليل على نيته في الترشح إعداده للمسودة والتذكير في كل خرجة بإنجاز المنتخب الوطني الذي يبدو أنه نسبه الى شخصه، وكذلك حديثه على تطلعاته والمشاريع المستقبلية.
فشل واضح وبلماضي يحفظ ماء الوجه
اي متابع للوضع الرياضي يمكنه أن يطلق حكما قاطعا على نجاعة وفاعلية مخطط زطشي في إصلاح المنظومة الكروية منذ توليه المهمة، ولكن دورنا هنا سيتوقف عند عرض الحصيلة ونترك لكم التقييم من خلال تعليقاتكم.
فمنذ أن تولى المعني رئاسة الاتحادية الجزائرية دآب على إرتكاب الكثير من الأخطاء وداس على الكثير من القوانين متجاوزا بذلك كل الخطوط الحمراء دون أن يحافظ على تريكة سلفه، حيث شهدت حقبته العديد من المشاكل سواء من الناحية الإدارية أو الفنية أو التنظيمية، جلها كان نتيجة التسير الهاوي والعشوائي الذي اعتمده زطشي وانعكس بصورة مباشرة على المنتخب الأول الذي فقد بريقه سنة 2017 اين عجز عن تخطي الدور الأول من كأس أمم إفريقيا محققا بذلك مشاركة كارثية على كافة المقاييس، ضف إلى ذلك الفشل في التأهل إلى مونديال 2018.
كما شهدت فترة زطشي تعاقب الكثير من المدربين على العارضة الفنية للمنتخب وكأنه حقل للتجارب، ففي ظرف عامين فقط تعاقد مع الاسباني “لوكاس ألكارازا” الذي كان سببا في غياب المنتخب عن مونديال روسيا، وبعدها عمق الجراح بالقرار غير الصائب في تعين ماجر ودعمه حتى في النتائج الكارثية المسجلة ومساندته في القرار التعسفي ضد اللاعبين مزدوجي الجنسية والتشكيك في وطنيتهم.
نقطة سلبية أخرى تضاف إلى هيئة زطشي، وهي ضعف التواصل مع الصحافة والجمهور الرياضي ما نتج عنه أخطاء كثيرة ومتكررة في البيانات الصادرة عن الفاف وكأن المكلف بالاعلام هناك شخص هاوي.
كما عرفت عهدة زطشي فشل ذريع في السيطرة على مجريات البطولة الوطنية من حيث البرمجة والتمويل ومكافحة الفساد رغم وجود أدلة واضحة وصريحة تدين الشخصيات المتورطة في هذه الأحداث.
فشل أندية البطولة في التنافس قاريا عكس نظيرتها المغربية والتونسية والاكتفاء بالمشاركة الشكلية.
فشل المنتخب المحلي والاولمبي وكل المنتخبات بمختلف الفئات (رجال وسيدات) وعدم قدرتها على مسايرة نسق المسابقات سواء العربية أو الأفريقية والخروج من الأدوار الأولى أو عدم التأهل اساسا.
تغيرات بالجملة وبصورة دورية على مستوى المدراء الفنيين واتهامات بالتضيق والتدخل في الصلاحيات، حيث صرح سعدان في وقت سابق أنه تعرض للإهانة، وكذا استقالة بوعلام شارف الذي ارجع ذلك إلى مطالبة رئيس الفاف بنتائج فورية وهو نفس الأمر الذي اشتكت منه السيدة راضية فرتول.
خسارة زطشي للكثير من المعارك القضائية أبرزها قضية ألكاراز في المحكمة الرياضية، وتفوقه على الفيدرالية وأخذ تعويضات خيالية بعد اقالته.
عدم إستقلالية اللجنة المركزية للتحكيم وتورط الكثير منهم في قضايا فساد دون مسائلة.
تفاقم ظاهرة العنف في الملاعب وتسجيل تجاوزات عديدة، وفشل المخططات الموضوعة من قبل معاونيه للحد من ظاهرة الشعب في الملاعب.
تبذير أموال الخزينة في مشاريع صنفها البعض على أنها لا جدوى منها مع ايقاف مشروع إقامة فندق وتحويل أمواله إلى مركز تكوين…..وغيرها من السلبيات.
وأمام هذه الإخفاقات حاول زطشي تلميع صورته وإنقاذ عهدته من خلال الاستنجاد بالناخب الوطني جمال بالماضي الذي كان آخر قراراته، وتم تعينه بعد الضغط الجماهيري المطالب به دون غيره.
لذلك لا يمكن إرجاع الفضل في تحقيق اللقب القاري إلى خير الدين زطشي ونسب الانجاز له، لأن بلماضي إلتحق بكتيبة المحاربين بعد مطلب الأنصار، وبفضله وفضل اللاعبين المحترفين حصد التاج الافريقي، وذلك لما يتمتع به نجم مارسيليا السابق من حنكة ودهاء تكتيكي ضف إلى ذلك الصرامة والتشكيلة قوية. ومن هنا يمكننا القول أن زطشي كرئيس اتحاديه جزائرية فاشل ولم يقدم أي شيء، ولكن كامسير ومالك لنادي، فهو ناجح لحد بعيد ويتفوق على من هم أكثر منه سنا وخبرة وسبق وأن تطرقنا إلى نجاح نادي بارادو في مقال سابق