“المواجهة الحاسمة: صراع العمالقة في نهائي دوري أبطال أوروبا بين مانشستر سيتي وإنتر ميلان”
حجز مانشستر سيتي وإنتر ميلان لقاءهما الأول على الإطلاق في نهائي دوري أبطال أوروبا يوم السبت في إسطنبول.
بعد هزيمته في نهائي 2021، سيحاول سيتي هذه الكرة ان يتوج تحت اشراف بيب غوارديولا باول فوز بالمسابقة الأوروبية الأعلى لكرة القدم، و بينما سيحاول إنتر رفع الكأس للمرة الرابعة بعد تغلبه على سلسلة من 13 عامًا
من الفشل في التأهل لمرحلة ما بعد ربع النهائي.
توقعات لهذا الصراع المنتظر في تركيا:هل سيقوم غوارديولا بتعديل نظامه؟
لم تتغير أساسيات نهج التكتيكي لمانشستر سيتي طيلة هذا الموسم، لا يزالون يتصدرون الدوري الإنجليزي في الاحصائيات المعتادة كالاستحواذ و اللعب لمدة اطول في نصف ملعب الخصم . ويظلون في المرتبة الأخيرة في إحصائيات التمريرات الطويلة وسرعة الهجمات.
الاستمرارية هي ما تميز نسخة سيتي عن غيرها خلال عصر غوارديولا.
هناك شكوك حول ما سيفعله الإسباني في نهائي دوري أبطال أوروبا في ظلّ وجود النقد الصحفي الذي اعتمد على الحالات القليلة التي فشلت فيها فلسفته الجديدة لبيب غوارديولا و تم تجاهل العديد من المرات التي نجح فيها بيب في تعديلاته ،أمرًا محتملا أثناء الموسم الحالي استمرار السيتي في السيطرة على الدوري الإنجليزي الممتاز في الإحصائيات.
طبعا، تواجد إيرلينغ هالاند في صفوف الفريق في الصيف الماضي قد أدى إلى تغيير استراتيجية غوارديولا.
وقد تم إجراء تجارب مختلفة حتى تم تطوير نظام فعال لتلبية احتياجات مهاجم يلعب في مركز ضيق ويقوم بعدد قليل من التمريرات، أصبح برناردو سيلفا وجاك جريليش الجناحين المفضلين الذين يمكنهما العودة للمساعدة في التكتيكات الدفاعية.
وتم استبعاد الظهيرين التقليديين(محرز و فودان) واعتماد أربعة مدافعين مركزيين (بما في ذلك جون ستونز الذي زادت أهميته للفريق بعد تبنيه دور الدفاع والوسط المدافع المشترك) لتشكيل حاجز ضد الهجمات المضادة بمساندة الوسط الدفاعي رودري.
التكتيك العام للفريق هو 3-2-4-1، حيث يتواجد ستونز ورودري في الزوايا السفلى للمربع في منتصف الملعب مع إلكاي غوندوغان وكيفين دي بروين أمامهم.
التشكيلة متدفقة هي الاكثر سلاسة في اللعب و هو فريق غوارديولا على كل حال و أبسط صورة لهم، يتشكل من خمسة لاعبين دفاعيين خلف خماسية هجومية مرعبة.
هذا اكبر تنظيم تكتيكي دفاعي لغوارديولا في سيتي لكنه الاكثر نجاعة في الهجوم و التهديد الهجومي.
هل سيستخدم غوارديولا تكتيكًا مختلفًا في المباراة النهائية؟
هذا أمر يبقى للتكهن. لكن من الواضح أن غوارديولا لن يجري تغييرات جذرية في نظامه. قد يجري بعض التعديلات التكتيكية الصغيرة لمواجهة استراتيجية الخصم، ولكن من المرجح أن يستمر في الاعتماد على الأسلوب الذي ثبت نجاحه على مدار الموسم.
في النهاية، سيكون لقاء مانشستر سيتي وإنتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا مباراة مثيرة ومنتظرة بشدة.
سيحاول كل فريق تحقيق الفوز والتتويج باللقب الأغلى في القارة الأوروبية. نحن على موعد مع ساعات من الإثارة والتشويق في إسطنبول، وسيكون من الصعب التنبؤ بالنتيجة النهائية.
من الناحية التكتيكية، يشكل الاختيار بين روميلو لوكاكو وإدين دزيكو للشراكة مع لاوتارو مارتينيز في الهجوم أحد التحديات الرئيسية التي تواجه إنتر ميلان. فيتميز دزيكو بقدرته على لعب كرات هوائية عالية وتمريراته الدقيقة على المسافات المتوسطة والبعيدة، بينما يمتلك لوكاكو تهديفًا أكثر ثباتًا. قد يختار سيموني إنزاغي أحدهما للعب في النهائي بناءً على القيمة التي يضيفها للفريق.
هل هالاند يعاني من صيام تهديفي؟
رغم تسجيل هالاند هدفًا واحدًا فقط في آخر سبع مباريات له، إلا أن تراجعه في التهديف ليس امر مهم كبير حاليًا.
إذ قدم هالاند أداءً مميزًا ادّى الى تحسن كبير في توصيل الكرة وجذب المدافعين، مما ساهم في تحسين أداء فريقه.
قد يستمر هالاند في عدم التسجيل في النهائية، ولكن ذلك لن يكون أمرًا مهمًا إذا كان قد تطور في جوانب أخرى من لعبه و يقدم الاضافة لقوة المجموعة.
قد يعتمد التركيز على الجانب الأيسر من الملعب حيث يتواجد جاك جريليش. ماتيو دارميان ،ودينزل دومفريس من إنتر ميلان و قد يكونوا المسؤولين عن إيقافه. جريليش يعتبر خطورة كبيرة عندما يكون الظهير الأيسر ناثان أكي وراءه، حيث يستغل الفراغات ويمتلك قدرة تمرير عالية الدقة.
إنّ تحدي مواجهة جريليش سيكون اختبارًا صعبًا لدارميان ودومفريس، اللذين لم يتواجها سابقًا.
في النهاية يمكن القول أن مانشستر سيتي يعتبر أفضل من إنتر ميلان من الناحية الفنية. ومع ذلك، المباراة تدوم 90 أو 120 دقيقة، يمكن أن يحدث أي شيء هذه كرة القدم . على سبيل المثال، في الموسم الماضي، كان ريال مدريد أقل منافسة في معظم مبارياته في طريقه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، ومع ذلك، حقق اللقب الأوروبي الرابع عشر له.
يجب التنويه أيضًا إلى العمل الذي قام به سيموني إنزاغي في إنتر ميلان. إنه تولى فريقًا يعاني من مشاكل مالية ومشاكل بنيوية بعد رحيل المدرب السابق أنتونيو كونتي. وعلى الرغم من ذلك، حقق إنزاغي نجاحات عديدة في الكؤوس المحلية ويقود الفريق لنهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ عام 2010.
ومع ذلك، فمانشستر سيتي يعد فريقًا أكثر توازنًا ونضجًا، وهذا ما يعطي بيب جوارديولا الثقة للدفاع عن تقدم صغير في المباريات الكبيرة. يستخدم جوارديولا تكتيكات الدفاع بشكل جيد ويضيف لاعبي دفاع إضافيين لمواجهة الهجمات المنافسة، بينما يقوم هالاند بخلق فرص للفريقه.
يمكن القول إن إنزاغي يفتقر إلى تجربة جوارديولا في إدارة المباريات.
بشكل عام، يبدو أن مانشستر سيتي لديه ميزة على إنتر ميلان، ومن المتوقع أن يفوز بالمباراة بنتيجة 2-0 في الوقت الأصلي من المباراة.